-->

عندما تصبح حياتنا الشخصية لعبة في أيدي الآخرين ... !


عادة محمودة أم تقليد أعمى لعادات دخيلة على مجتمعاتنا، هكذا أصبح واقعنا اليومي الكل يفضح نفسه بنفسه دون الحاجة لأي طرف آخر يقوم بالمهمة فتحول بذلك مصطلح الخصوصية إلى عمومية.

نعم هذا ما أصبحنا نلاحظه للأسف الكبير فالكثير الكثير، إلا من رحم الله، يسرد تفاصيل حياته اليومية للعامة مجانا و بشكل فوري عبر أكبر تجمعات على الإنترنت. فأين ستر العورات و الحرمات و كتم الأسرار ؟ هل هو تَبَاهٍ أم جهل بالعواقب ؟ أين الخوف من الله ؟ فعلا من لا يخاف الله يستطيع القيام بما لا يُتَصَوَّر.

في كل ساعة بل في كل دقيقة يقوم أناس بنشر ما يقومون به لحظة بلحظة فتحس و كأنك تعيش بينهم قريبا منهم و هكذا لن تفوت أي لحظة مهمة كانت أم ثانوية. تلاشت الخصوصية التي كانت دائما تميز حياتنا و علاقاتنا، ففي الماضي كانت تمر أيام و سنوات دون أن تعرف أبسط التفاصيل عن أقرب الناس إليك لكن اليوم كل شيء أصبح متاحا ما عليك سوى الانتظار ليصلك الجديد و حتى ما لا تريد.

أصبح الإنسان يتهاون في كثير من الأمور و التي إن عَلِمَ نتيجتها لما قام بها. فبماذا سيفيدني إن علمت بأنك تصلي، تأكل، تشاهد التلفاز، تذبح خروف العيد أو تأخذ حماما... لكن الجهل جعل الناس يقلدون الآخرين مدركين أو غير مدركين بخطورة ما يقومون به لأنه و للأسف عندما تضيع الحرمات و نشارك الناس في أعراضنا و أسرارنا تصبح حياتنا بلا مذاق ولا خصوصية، فعندما يفقد الشيء أغلى ما فيه يصبح بلا قيمة تذكر.


جميع الحقوق محفوظة لمدونة صوت الشباب | Privacy-Policy| سياسة الخصوصية | تصميم : محمد أبولاه