السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
لطالما نحس بضيق الدنيا و قساوة الحياة، الأمر الذي يجعلنا نغضب كثيرا و ربما فكر البعض في وضع حد لحياته.
فالإنسان ضعيف بطبعه فكلما أوتي خيرا فرح و إذا مسه الشر حزن. يقول تعالى : ( فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِي (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِي (16) ) سورة الفجر
فالإنسان يجب ألا يحزن لما أصابه في فترة معينة و ينسى أن الله قد مَنَّ عليه بلحظات مليئة بالفرح و السعادة. ألا تقدر أيها الإنسان أن تصبر دقيقة بعد أن عشت يوما بدون حزن و لا ضيق ؟
إذا ففكر مليا في حياتك و عوض أن تحزن و تلوم من لا يجب أن يلام، و ابحث عن السبب الذي كان وراء هذا الكرب و لهذا يقول عز وجل في تتمة الآية السابقة : ( كَلَّا بَلْ لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18) وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَّمًّا (19) وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا ) سورة الفجر
و من هذه الآية نجد أن هناك سببا وراء كل ما يحدث و لا نتيجة بلا سبب، فأنت أيها الإنسان تكسب ما عملت يداك من سوء و استهتار بنعمة الله تعالى .
مع كل ما ذكرناه سابقا فالله عز وجل يرزق الإنسان من حيث لا يحتسب، يرزق الضعيف و القوي، الفقير و الغني، فهو عز وجل ينتظر دائما توبة الظالم و استغفار الطالح.
إذا أيها الإنسان لا داعي للحزن فأنت تعبد ربا كبيرا لا يؤاخذك بما تفعل و كلما مسك ضر و حزنت فتذكر أنك عشت كثيرا في رخاء و تذكر أنك ضعيف إلى الله و كم من قوي أصبح ضعيفا و اعلم أنك تعيش تحت رحمة الله و لطفه.
فالله تعالى يقول :
وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ {النحل:61}