تعتبر كرة القدم العشق الأوحد لعدد كبير من الناس صغارا كانوا أم كبارا فهذه الرياضة الشعبية هي المتنفس الأول للجميع ممارسة و مشاهدة.
اليوم أصبحنا نكاد لا نجد شخصا لا يتابع مباريات كرة القدم أو لا يشجع فريقا ما، بل و تجد الشخص يشجع فريقا أو أكثر في كل دولة.
لكن المشكل الذي نعيشه سواء في مجتمعاتنا العربية و حتى في المجتمعات الغربية هي مفهوم الحب لدى البعض و الإنتماء لدى البعض الآخر ...
للأسف نحن لم نعد نفرق بين تشجيع فريق بدافع الحب و تشجيعه بدافع الإنتماء، فقد أصبح الشخص عوض أن يقول " أنا أشجع ***** " يقول " أنا ******ي" و هذا يعد خلطا للمفاهيم في مجتمع أصبح مقلدا و يتميز بالتبعية المطلقة للغرب.
هذا الإنتماء ينبغي أن نضعه في موضعه الأصلي، فإنسان ينكر انتماءه الديني و العرقي و القبلي لا يجب عليه أن يعلن انتماءه لمجتمع لا يمت له بأية صلة.
كرة القدم رياضة تضفي على حياتنا طابعا جماليا، تعطينا مزيدا من الحيوية و النشاط أثناء ممارستها و نطرد بها الملل أثناء مشاهدتها لكن ينبغي على شبابنا العربي أن يعطي لكل شيء قيمته و أن لا يغير أو ينفي انتماءه من أجل جلد مدور لا لدور له في مجتمعاتنا سوى نشر العنف و التفرقة بين الأفراد.
لعل الكل شاهد ما حدث في بورسعيد في يوم تحولت فيه خضرة الملعب إلى بركة دماء و السبب كرة القدم. لكن لن ننسى وقفات إنسانية طالما شاهدناها قبل بداية المباريات و السبب أيضا كرة القدم.
و من منا لا يتذكر لقاء الأشقاء الذي نجمت عنه أزمة ديبلوماسية بين الجزائر، مصر و السودان و السبب كرة القدم. و اليوم نرى فرقا أوروبية تتضامن مع اللاجئين الذين يتوافدون على قارتهم يوما بعد يوم، ومن صور هذا التضامن ما قام به فريق ريال مدريد الإسباني مع الطفل السوري زيد و أيضا السبب كرة القدم.
لذا في النهاية أريد إيصال فكرة مفادها أن كرة القدم هاته يمكنها نشر السلام بدل سفك الدماء ... قد نحبها لكن لا يتوجب علينا أن نجعلها انتماء